Friday, April 26, 2019

"مذبحة الأرمن" التي تحييها فرنسا وتنكرها تركيا

أعلنت فرنسا يوم الرابع والعشرين من أبريل/نيسان يوما وطنيا لتخليد ذكرى المذابح التي قام بها الأتراك خلال الحقبة العثمانية ضد الأرمن.
وجاء الإعلان في بيان ألقاه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس أثناء العشاء السنوي للمجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا، تنفيذا لوعد انتخابي كان قد قطعه على نفسه.
وفي المقابل، نددت تركيا بالقرار. ونشر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بيانا اليوم، قال فيه إن ماكرون يواجه مشاكل داخلية في بلاده ويلجأ إلى "تحويل وقائع تاريخية إلى قضية سياسية لإنقاذ وضعه".
وأثناء اجتماع الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في تركيا، في 12 أبريل/نيسان الجاري، دخل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مشادة مع النائبة الفرنسية، سونيا كريمي، بخصوص هذا الأمر.
ودائما ما كانت مذبحة الأرمن محل خلاف بين تركيا وفرنسا، التي تعتبر إنكار مذبحة الأرمن جريمة تستوجب عقوبة السجن لمدة سنة وغرامة قدرها 45 ألف يورو، وذلك بموجب قانون أقره البرلمان الفرنسي في ديسمبر/كانون الأول 2011.
ترجع الواقعة إلى عام 1915، إبان انهيار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى في فترة حكم جماعة "تركيا الفتاة".
ويقول الأرمن إن القوات العثمانية آنذاك استهدفت أسلافهم بشكل ممنهج، بالقتل والاعتقال والتهجير، بسبب الشك في دعمهم لروسيا أثناء الحرب العالمية الأولى. ويقدرون أعداد القتلى في هذه الأحداث بحوالي مليون ونصف أرمني.
وتصنف أكثر من 20 دولة الواقعة كمذبحة، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا. كما يعتبرها مؤرخون أول عملية إبادة جماعية في القرن العشرين.
ولا تنكر تركيا الأحداث كليا، لكن ثمة اختلاف في الرواية إذ تقدر أعداد الضحايا ما بين 300-500 ألفا، وتقول إنهم سقطوا نتيجة حرب أهلية. كما ترفض استخدام لفظ "إبادة" أو "مذبحة".
وفي عام 2014، قدم رئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، عزاء غير مسبوق للأرمن عشية ذكرى المذبحة. وأصدر بيانا باللغة التركية والأرمنية وسبع لغات أخرى، قال فيه إن ترحيل الأرمن إبان الحرب كان له "تبعات غير إنسانية"، وإن الملايين "من جميع الاديان والأعراق" قتلوا في الحرب.
كذلك في ذكرى مئوية المذبحة عام 2015، حضر رئيس الوزراء التركي حينها، أحمد داود أوغلو، مراسم تأبين الضحايا "لمشاركة الأرمن في آلامهم". إلا أنه أكد على موقف تركيا من استخدام لفظ "المذبحة".
ويقدر مؤرخون أن مليوني أرمني كانوا يعيشون في أراضي الدولة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914. وبحلول عام 1922، انخفض عددهم إلى 400 ألف فقط.
وتذكر الروايات تعرض الآلاف من الأرمن للتعذيب والضرب واغتصاب النساء، ومصادرة الممتلكات. وسيق الكثيرون منهم لمسافات طويلة في الجبال بلا طعام أو شراب.
وكان المحامي البولندي اليهودي، رفايل ليمكن، هو أول من استخدم لفظ "إبادة جماعية" بعد دراسته الأحداث التي مر بها الأرمن في الدولة العثمانية. لكنه استخدم المصطلح لأول مرة عام 1943، في وصف ما مر به اليهود في ألمانيا النازية. جدير بالذكر أن إسرائيل ترفض حتى الآن الاعتراف بمذبحة الأرمن كإبادة جماعية.
سميت اليمنية رضية المتوكل واحدة من أكثر الأشخاص تأثيرا في العالم بفضل شجاعتها وعملها في زمن الحروب - ومع ذلك فهي لا تمتلك الجرأة على إنجاب طفل في اليمن.
حرب صعدة الأولى عام 2004 كشفت لرضية الطريق الذي كرست حياتها من أجله: توثيق الانتهاكات بحق الناس، خاصة أثناء الحرب.
تلك الحرب كانت الأولى فقط، تلتها خمس جولات من المعارك بين قوات حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة أنصار الله (المعروفة باسم الحوثيين)، وحملة عسكرية على اليمن تقودها السعودية ضد الحوثيين، بدأت في مارس/آذار 2015، ولم تنته.
"إنجاب طفل (في اليمن) مغامرة"، تقول رضية عبر اتصال على واتساب. "سعيدة أنه ليس لدي طفل أخاف عليه من أن يكون قتيلا، أو أخاف عليه من نظرة خوف في عينيه - هذه النظرة تقتل. وللأسف هذا ما يشاهده اليمنيون في عيون أطفالهم".
تعلم رضية، التي سميت من قبل مجلة تايم الشهيرة كواحدة من بين 100 شخص مؤثر في العالم، أن تأثير عملها غير مباشر وبعيد الأمد، ومع ذلك لم تتوقف؛ فهي توثق ما يحدث ليكون "ذاكرة حقوقية لتحقيق العدالة" يوما ما.
علمتها الحروب التي شهدتها أنه "لا نتيجة أبدا من العنف"، لذا فهي ومنذ نحو عام تجوب عدة دول في حملة مناصرة تلتقي فيها بصناع قرار لطرح رؤيتها في كيفية التوصل إلى حل، وتردد دائما: "اليمن ليس جائعا، بل تم تجويعه، الحرب على اليمن ليست منسية بس يتم تجاهلها عمدا".
كانت في زيارة لأمريكا عندما تحدثت معها قرابة الساعة - سألتها عن شعورها وهي ترى اسم نائب وزير الدفاع الإماراتي، محمد بن زايد، الذي تشارك بلاده في الحرب الدائرة في اليمن، على القائمة ذاتها.
أجابتني فورا: "كنت أحدث نفسي بأن القائمة تتحدث عن مؤثرين، والتأثير قد يكون سلبا أو إيجابا. محمد بن زايد ساهم في تدمير اليمن وهذا تأثير كبير جدا".
على مدار أربع سنوات، قتل نحو 10 آلاف شخص في اليمن، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، في حين تضع جماعات حقوق الإنسان حصيلة أعلى لضحايا الحرب.
ووجهت منظمات دولية اتهامات إلى قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وإلى الحوثيين بارتكاب أفعال يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، وأدرجت الأمم المتحدة قوات التحالف على القائمة السوداء لقتله وتشويهه الأطفال. ويقول التحالف إنه تدخل في اليمن لدعم شرعية حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المعترف بها دوليا، كما يرفض عادة تقارير المنظمات الحقوقية.